في خطوة جديدة تهدف إلى إشراك الشباب في رسم ملامح المستقبل، انطلقت مبادرة “جيل 2030” على الصعيد الإقليمي والوطني، بدءًا من مدينة المضيق، في لقاء تواصلي يعكس إرادة القائمين على المبادرة في تجديد أدوات العمل السياسي والانفتاح على تطلعات الجيل الجديد.
تسعى المبادرة، التي تشمل جولة وطنية عبر مختلف الأقاليم، إلى بناء جسور من الثقة بين الفاعلين الحزبيين والشباب، وتمثل منصة للحوار والتفاعل حول قضاياهم وهمومهم الاجتماعية، الاقتصادية، الحقوقية، والقانونية. وفي هذا السياق، احتضنت مدينة المضيق، يوم السبت 10 ماي، اللقاء الأول لهذه المبادرة، بحضور جمع غفير من الشابات والشبان الذين يمثلون مختلف الجماعات الترابية في عمالة المضيق-الفنيدق.
اللقاء، الذي أطرته عضو المكتب السياسي إيمان عزيزو، ونائب رئيسة المجلس الوطني محمد صلوح، شهد حضورًا لافتًا من قبل العديد من الشخصيات السياسية والإدارية، حيث شارك فيه الأمين الإقليمي للحزب والنائب البرلماني عن دائرة المضيق-الفنيدق محمد العربي المرابط، والنائب البرلماني عن دائرة تطوان محمد العربي أحنين، فضلاً عن ممثلي التنظيمات الموازية مثل قطب الشباب ومنظمة النساء، بالإضافة إلى مناضلي الحزب من أقاليم جهة طنجة تطوان الحسيمة.
في كلمته الافتتاحية، أكد محمد صلوح أن مبادرة “جيل 2030” جاءت من رحم حزب الأصالة والمعاصرة، لكنها لا تقتصر على الطابع السياسي البحت، بل تهدف إلى خلق فضاء مفتوح لتبادل الرأي وصناعة الأفكار، مشددًا على ضرورة الإنصات لآراء الشباب في ظل التحولات التي يمر بها المغرب، ولا سيما مع اقتراب أفق 2030 الذي سيشكل نقطة تحول في تنفيذ البرامج الحكومية والسياسات العمومية.
كما أكد صلوح أن المبادرة تهدف إلى الوصول إلى مختلف الأقاليم والجهات لسماع صوت الشباب والتعرف على الإكراهات التي يعانون منها، مع التأكيد على أن اللقاءات مفتوحة للجميع، بما في ذلك غير المنتمين حزبيًا، بهدف تجميع نبض المجتمع الحقيقي.
من جانبها، شددت إيمان عزيزو على أن انطلاق المبادرة من إقليم المضيق-الفنيدق ليس صدفة، بل هو نابع من الحاجة الماسة لحوار مجتمعي حقيقي، لا سيما في مناطق تعاني من تحديات تنموية بارزة. وأوضحت عزيزو أن اللقاءات ستمكن من جمع التوصيات والمقترحات التي سترفع إلى المكتب السياسي للمصادقة عليها والعمل على تنفيذها مستقبلًا، مشيرة إلى أن “جيل 2030” يمثل فرصة حقيقية لكل إقليم للتطرق إلى القضايا الاجتماعية والاقتصادية، مع ضمان إشراك الشباب في بلورة السياسات العمومية.
وفي سياق متصل، اعتبر محمد العربي المرابط أن هذا اللقاء يشكل لحظة مفصلية في العلاقة بين الفاعل السياسي والشباب، داعيًا إلى تحويل الإنصات إلى سياسات فعلية ومبادرات ميدانية، مشيرًا إلى أن إقليم المضيق-الفنيدق يعاني من خصاص تنموي واضح، خاصة في مجالات الصناعة وارتفاع معدلات البطالة، مما يستدعي تحركًا عاجلًا لإطلاق مشاريع مهيكلة تعزز فرص التشغيل.
وتميز اللقاء بتفاعل كبير من الحضور، حيث عبر الشباب عن قلقهم من العزوف السياسي مطالبين بضرورة زرع الثقة فيهم، وأشاروا إلى قضايا هامة مثل الهجرة غير النظامية، غياب فرص الشغل، والنقص في البنية التحتية الجامعية الخاصة بالطلبة. كما طالبوا بضرورة بلورة سياسات عمومية فعالة تستجيب لتطلعاتهم.
مع هذه الدينامية الجديدة، تهدف مبادرة “جيل 2030” إلى تجديد العلاقة مع الجيل الجديد، وتعزيز مشاركتهم الفعالة في صنع السياسات العمومية، ما يساهم في رسم معالم مغرب أكثر تطورًا وازدهارًا، حيث يبقى الكرامة والأمل هما نواة الانطلاقة نحو المستقبل.