في الوقت الذي تشهد فيه ساحة فلوريدو بمدينة الحسيمة أشغال تهيئة وإعادة تأهيل مهمة، كنا نأمل أن تحظى هذه المعلمة الحضرية بالعناية المستمرة، وأن تُصان من كل أشكال العشوائية والتشوهات البصرية، حفاظًا على جمالية المكان، واحترامًا لكرامة الفضاء العمومي.
إلا أن الواقع يشي بعكس ذلك، حيث تتفاقم مظاهر الاحتلال غير القانوني للملك العمومي من طرف بعض أرباب المقاهي والمطاعم المحيطة بالساحة، والذين يتسابقون إلى التوسع العشوائي على حساب الأرصفة والمساحات المشتركة، في محاولة مكشوفة لفرض واقع جديد، واستباق مكشوف لما بعد انتهاء الأشغال.
لقد أصبحت ظاهرة نصب الطاولات والكراسي وسط الأرصفة سلوكًا مشينا، يُمارس بشكل غير قانوني وغير أخلاقي، دون أي احترام لحق المارة أو لمبدأ جمالية الفضاء العام, وهو ما يشكّل استباحة واضحة للملك العمومي، وتعديًا سافرًا على حق المواطن في فضاء نظيف ومنظم وآمن.
وأمام هذا الوضع المقلق، نناشد جميع المعنيين، وخصوصًا أرباب المقاهي والمطاعم، أن يتحلوا بروح المسؤولية الجماعية، وأن يساهموا في الحفاظ على هذا الفضاء الرمزي والتاريخي للمدينة…..، عبر الالتزام التام بالقانون، وتجنب كل مظاهر التوسّع غير المنظم أو الاحتلال العشوائي، وضمان عدم الترامي بغير وجه حق، وذلك بشكل عادل ومتوازن يراعي مصلحة الجميع ويحفظ جمالية الساحة وحق المواطنين في فضاء خالي من كل التشوهات البصرية المشينة.
كما نُؤكد على ضرورة أن يتم تحرير الملك العمومي على قدم المساhواة، وبعيدًا عن أي تمييز أو انتقائية، بما يضمن إعادة الاعتبار لسيادة القانون، وحماية الفضاءات المشتركة من الفوضى، وترسيخ مبادئ العدالة المجالية والاحترام المتبادل.
فائز الموساوي