تشهد عدة مناطق في أقصى جنوب الجزائر تفشياً واسعاً لوبائي الملاريا والدفتيريا، مما أثار حالة من الاستنفار والقلق لدى السكان المحليين. وقد أرجعت التقارير الطبية هذا التفشي إلى عدة عوامل، أبرزها الأمطار الغزيرة التي أدت إلى تشكل أهوار واسعة، ما خلق بيئة خصبة لتكاثر البعوض الناقل للمرض.
فسكان المناطق المتضررة، وخاصة البدو الرحل، يعانون من عواقب وخيمة لهذا الوباء، حيث تزايدت حالات الإصابة والوفاة بشكل ملحوظ. وتشير التقارير إلى نقص حاد في الإمدادات الطبية والمعدات، بالإضافة إلى شح الكوادر الطبية المتخصصة في مكافحة هذه الأمراض، مما أدى إلى تفاقم الأزمة الصحية.
وأمام تقصير السلطات أطلقت الجمعيات المحلية نداءات استغاثة عاجلة، مطالبة السلطات بتوفير الإمدادات الطبية اللازمة، وإرسال فرق طبية متخصصة للتعامل مع الحالات المصابة، وتقديم المساعدات الغذائية الطارئة للسكان المتضررين. كما دعت الجمعيات إلى وضع خطة طوارئ شاملة للسيطرة على الوباء ومنع انتشاره إلى مناطق أخرى.
وتم نشر النداء الموجه إلى السلطات، والذي وقعته تسع جمعيات محلية، أوضح الموقعون أن وباء الملاريا أو “حمى المستنقعات” يعود إلى الأهوار التي تشكلت بعد الأمطار التي هطلت على المنطقة خلال شهر سبتمبر.
وقد تسببت هذه المياه الراكدة في تكاثر البعوض والحشرات الأخرى التي تنقل المرض، وبالإضافة إلى انتشار الملاريا في الجزائر، تم تسجيل حالات الدفتيريا أيضًا، وفق ما جاء في بيان الجمعيات الجزائرية.
فالجمعيات التي أصدرت البيان أوضحت أن الفئات الأكثر تضرراً من انتشار وباء الملاريا في الجزائر، هم السكان البدو الذين يعيشون بالقرب من الأهوار، في الجزال ووادي تسامغ ووادي جودان وحاسي شورمال وأدلج وأتول.
كما اضاف المصدر إن الوضع في مركز جماعة تيمياوين “كارثي بكل معنى الكلمة”، وأشاروا إلى أن قاعات وزوايا المنطقة مكتظة بالمرضى والوفيات “أصبح عددها كبيراً بالعشرات”.
بينما أظهرت صور ومقاطع فيديو عدداً من المواطنين المصابين بمرض الملاريا في الجزائر وهم مُمددون في أرصفة إحدى المراكز الاستشفائية وفي الخيام، وسط غياب تام للمعدات والأجهزة الطبية واللقاحات.
واتهمت جمعيات مدنية وزارة الصحة الجزائرية بالتحرك بشكل متأخر، وإعلان عقد لقاء تنسيقي حول الوضعية الصحية في الولايات الموبوءة التي تعاني من نقص حاد في الكوادر الطبية والبنيات التحتية الصحية، ما زاد من تعميق جراح السكان المحليين.