الزائر لمدينة الحسيمة ، سيثيره لا محالة الجمال الاخاذ,و الجذاب لطبيعة و جغرافية هذه المدينة ، وخلف هذه المنظر يتموقع منظر بشع للمدينة ، ذلك المحيط باهم معالمها الشاطئية وبمحاورها الطرقية : بؤر بيئية سوداء تنبت وتنمو بشكل مخيف تجعل الحياة في المستقبل المنظور تحديا حقيقيا :
– اولى هذه البؤر السوداء. توجد في الهضبة المطلة على طول شاطىء كيمادو من جهة موروبييخو ومن جهة الهضبة من شارع محمد الخامس : في هذه المنطقة بالذات ستكتشف حجم الجريمة البيئية التي ترتكب في حق هذه المدينة مئات الكيلوغرامات من الازبال المنزلية تطرح مباشرة في هذه الهضبة واخطرها المكونات البلاستيكية التي لا تتحلل في الطبيعة لمئات السنين ، واطلالة صغيرة من جبل موروبييخو يكشف جزءا من هذه الحقيقة رغم أن جزءا اخر منها تغطيه اشجار الصفصاف و التين و الحشائش التي نبتت بالمنطقة منذ سنوات الستينات الا ان هذه الجريمة البيئية تهددها بالزوال
– • وعلى طول هضبة الزرقطوني المطلة على الميناء تنمو بؤرة بيئية سوداء حيث تلقى بغابة الصفصاف الموجودة كل المتلاشيات و تطمر انقاض البناء لاشغال المشاريع التي انجزت بهذه الجهة : السكن الخاص لموظفي شركة الكهرباء – انجاز الساحة الجديدة بساحة الغابون – بقايا البناءات المهدمة ببناية التجهيز القديمة ، اشغال ضاعفت من كمية الازبال بهذه الهضبة والتي بدأت تهدد غابة الصفصاف الأخيرة بهذه المنطقة بعدما تم الاجهاز على الجهة الأخرى من الهضبة من جهة ديور الملك التي تحولت الى تعاونية سكنية لرجال التعليم ، وتعرف الجهة المطلة على الميناء انجرافا خطيرا للتربة ، ويروج ان المناطق المطلة على الميناء جهة مندوبية التعاون الوطني ودار الطالبة محفظة باسم شخصية نافذة وانه لا يمكن التقرب منها , لذلك ترك الحبل على الغارب لتنمو مزبلة جديدة داخل المدينة و يفسح المجال لهذا المكان كي يكون بالمقابل ملجئا للمشردين ومرحاضا مفتوحا لعموم الساكنة لقضاء حاجاتهم البيولوجية بعدما عجز مجلس جماعة الحسيمة عن توفير مراحيض عمومية بالمدينة .
– ينضاف الى هذه البؤر البيئية الهضبة المطلة على صباديا او غابة ميناضور التي تم الاجهاز عليها بالكامل وأصبحت تناجي ربها بعدما تم تحويلها لوعاء عقاري تتنافس عليه الإدارات العمومية و الجمعيات لإقامة مصالح او مقرات بها رغم ان هذه الادارات و المصالح بقيت مغلقة لحد الان ولا تقدم للساكنة اي خدمة ، و الاخطر ما في الامر ان احدى المؤسسات والتي يروج انها ستكون مرصدا للبحر و الدراسات البحرية استحوذت على مساحات واسعة من غابة مينادور وحولته الى ملكية خاصة جدا تحت حراسة شديدة ،، وهذه البناية بنيت بعد هدم حلبة التربية الطرقية التي بنيت في 2013 ملايير الدراهم من المال العمومي ، وبناية هذا المرصد الذي يعرف حركية مجهولة دون اعلان افتتاح انشطته قطع اوصال طريق راجلة كانت تربط ميناضور الاسفل بحي حدو .
– و استمرارا للجرائم البيئية بالهضبة المطلة على شاطىء صباديا قامت الشركة التي انجزت اشغال بناية هذا المرصد البحري العجيب و الغريب بطمر كل انقاض مواد البناء والمتلاشيات في الجهة المطلة على شارع طارق بن زياد رغم ان هذه الشركات تتوفر في كناش تحملاتها التزاما بنقل المتلاشيات وانقاض البناء .
– وعلى مقربة من هذا المكان ايضا هناك فضاء شاطىء صباديا حيث محطة تصفية المياه العادمة التي صرفت عليها ملايير الدراهم والتي تتعطل في كثير من الأحيان حيث تفرغ كل مجاري التطهير مباشرة إلى الشاطىء و على جنبات هذه المحطة التي امتصت جيوب المواطنين تنمو مزبلة اخرى من انقاض البناء و المتلاشيات التي لا تبدو للعيان وحولت كل شاطىء صباديا الى حي سكني قصديري أ هل بالسكان يمنع ولوجه ولا التقرب منه ، و من سولت له نفسه التقرب من هذا الشاطىء سيكون عرضة لنهش ومهاجمة الكلاب الشرسة المدجنة منها و الضالة .
هذه نقط من فيض الاستهتار بالمستقبل البيئي للمدينة فبعد أن تخلصت المدينة من كابوس مطرح النفايات بسيدي عابد الشهير ها هي مطارح جديدة تتوسع و لا ندري ان كان في علم عامل الإقليم الجديد للحسيمة بهذه البؤر ام انه يطبق مقولة واسلوب سالفيه : ما من حاجة قضيناها بتركها و بالتركيز فقط على مدخل المدينة ومحاورها المعروفة .
• ترى من المسؤول عن تنامي هذه البؤر السوداء للبيئة ؟ :
– ما زال المشرع المغربي قاصرا عن بلورة اجتهادات قانونية تجرم التلوث البيئي هذا ما شجع الجميع للامعان في هذه السلوكات فالزجر والتغريم يبقى احد الدعوات المستعجلة للحد من خطر تلويث البيئة
– فشل منظومة التربية و التكوين في بلورة مناهج تعليمية تخصص فيها حيزا مهما للتربية و المحافظة على البيئة .
– – انخراط المجتمع المدني المحلي بالحسيمي خاصة بعض الجمعيات التي تفوق ميزانياتها بعض ميزانيات كتابات بعض الوزارات في مشاريع شخصية للاغتناء بينما لا تولي اي اهتمام للقضايا البيئية العمومية ذات العلاقة بالساكنة وحياتها في شروط سليمة
– السلوك الشخصي اصبح منحطا ومساهما بشكل كبير في تلويث البيئة و النماذج التي اسلفنا الحديث عنها في هذا المقال لها علاقة بسلوك المواطن ومساهمته الفعلية وعن قصد في تلويث محيطه
– فشل المجلس الجماعي للحسيمة و مجموعة الجماعات نكور غيس والشركة المتعاقد معها لتدبير النظافة في تدبير ملفات البيئة ، حيث تنعدم لديهم الرؤية السديدة في الإحاطة بهذا الملف فالتعاطي مع هذا الملف يحتاج لرؤية علمية وتدبير مبدئي لمستقبل الحياة بالمدينة لا الى الحسابات المالية الضيقة و : أرا. من عندك .
– المدينة التي كانت جوهرة المتوسط بدات تفقد بريقها شواطىء المدينة اصبحت مهددة لتراكم النفايات و الفرشة المائية تتلوث لتراكم البلاستيك و المواد الغير المتحللة و الكائنات الحية تهاجر لذلك مما يخلق لا توازنا بيئيا حقيقيا يجب تداركه وبسرعة ، لان ما اضحينا نعيشه من اختلالات بيئية نكون نحن من حيث ندري او لا ندري اننا مسؤولون عنه.