تشكل اسواق القرب , احدى دعائم الاقتصاد الاجتماعي و التضامني الفلاح و التاجر الصغير المتوسط و الصانع ، الا ان الحسيمة كغيرها من المدن ، تحول اشعاع أنشطة اسواق القرب الى سلاسل المتاجر الكبرى التي نشأت في المواقع استراتيجية : حال مرجان وسط مدينة الحسيمة .
وتفضل الساكنة المحلية وجهة اسواق القرب التقليدية بدل العصرية ، لما تقدمه من عروض في متناول القدرة الشرائية للمواطنين خاصة المواد الغذائية . و من اهم الوجهات التجارية بمدينة الحسيمة : فضائي شارع فلسطين و سيدي عابد بشارع طارق بن زياد ، سوق الثلاثاء و سوق ميرادور . وكل هذه المشاريع صرفت عليها ميزانيات مهمة من المال العمومي ، الا انها لم تنجح في لعب دورها الاقتصادي و الاجتماعي وتقريب المعاملات التجارية و حاجيات المواطنين ، و تحكم الهاجس الاجتماعي الملح و الهاجس الانتخابي في انحسار دور هذه الأسواق ، اذ تم تضخيم لوائح المستفيدين من متاجر هذه الأسواق : حالتي سوق ميرادور الذي تم إعادة فتحه منذ 2011, و سوق الثلاثاء منذ 2021 ، حيث احتكر من لا علاقة لهم بالانتاج و التجارة معظم المحلات التجارية كنوع من الريع الانتخابي ، في غياب مقاربة اقتصادية فعلية ,حتى انه تم إقصاء تجار نشيطين من الاستفادة من المحلات التجارية في مقابل تمكين الخلايا النائمة من داعمي الكائنات الانتخابية الموسمية بجماعة الحسيمة و بعض رجال السلطة منها من الحصول على محلات تجارية ، وهو موضوع كثير ما اثار نقاشا عموميا دون ان يعاد تقييم وضعية هذه الأسواق ، اما سوقي القرب بشارع فلسطين و سيدي عابد فتحولا الى بنايات شبح مفلسة دون أي دور اقتصادي و لا اجتماعي لهما .
ان امر تدبير مرافق اسواق القرب التجارية بمدينة الحسيمة قد اعدم فعليا أنشطة التجار الصغار والفلاحين و المهنيين كفئات نشطة فعليا في عملية الرواج الاقتصادي ، وفوت على ميزانية جماعة مدينة الحسيمة مداخيل جبائية هامة لانها اولا تفتقد إلى رؤية واضحة لتسيير هذه الفضاءات ، وعاجزة عن إرغام المئات من المستفيدين من الريع الانتخابي لا الى اداء ما بذمتهم , ولا فتح هذه المحلات ، حتى تحولت جنبات كبرى من هذه الأسواق الى بؤر كبرى التلوث حيث تدفق قنوات التطهير و الازبال و مخلفات ايواء المشردين . في المقابل انه و لتحقيق توازنات امنية وسياسية تغض السلطات الإقليمية الطرف عن حال هذه الأسواق ، و يكون الخاسر الأكبر في كل ذلك التاجر و المواطن العادي الذي تنعكس عليه هذه السياسات سلبيا و بمستويات مختلفة














