في مدينة الحسيمة، شُيّدت مجموعة من الفنادق المصنفة كوحدات سياحية راقية في مواقع استراتيجية تطل على البحر أو تحاذي مناطق طبيعية خلابة. غير أن ما يلفت الانتباه في محيط هذه المنشآت، هو وجود مساكن متواضعة، بعضها يقع أسفل الفنادق مباشرة أو على جوانبها، في أحياء تعاني من مظاهر الفقر والتهميش، مثل “أغزا أبولّاي”، “كلابونيطا”، و”مطاذيرو”.. من المعروف أن الفنادق المصنفة عالميًا تخضع، قبل إنشائها، لدراسات دقيقة تشمل مختلف الجوانب المحيطة بالمشروع، من حيث الموقع، البنية التحتية، والانسجام مع البيئة العمرانية والاجتماعية.. وبعد استيفاء هذه الشروط، يُدمج المشروع السياحي في النسيج الحضري بشكل متوازن، بما يضمن احترام الخصوصيات المحلية ويعزز التنمية الشاملة.. لكن في الحالة الراهنة، يبدو أن بعض المستثمرين المحليين يفتقرون إلى رؤية استراتيجية متكاملة عند إنشاء هذه الوحدات السياحية. فالمشهد العام يُجسّد مفارقة صارخة داخل الفندق عالم من الفخامة والرفاهية، وخارجه واقع من التهميش والإهمال.. هذا التناقض يطرح تساؤلات جوهرية حول العدالة المجالية ومفهوم التنمية السياحية المستدامة.
ومع كامل الاحترام والتقدير لأصحاب المشاريع، يبقى السؤال مطروحًا: هل يمكن للسياحة أن تزدهر في بيئة يغيب عنها التوازن المجالي والعدالة الاجتماعية؟
*# عبد المالك بوغابة














