ظلام دامس يخيم على شاطئ كيمادو بسبب انقطاع التيار الكهربائي عن أعمدة الإنارة العمومية داخل الشاطئ، في مشهد يعكس حجم الإهمال الذي يعيشه هذا الفضاء البحري. ويبدو أن الشاطئ يحتضر تحت وطأة الفوضى والعشوائية، في غياب المراقبة وسوء التنظيم، وسط صمت الجهات المعنية التي لم تتحرك لإنقاذه وإعادة الحياة إليه.
غياب الإنارة يحرم هذا المرفق العام من أبسط شروط التهيئة، ويجعل التنقل فيه محفوفًا بالمخاطر، في ظل غياب ظروف ملائمة وآمنة. إن توفير الإنارة ليس أمرًا ثانويًا أو مجرد ترف، بل حق مشروع للزوار يضمن لهم الشعور بالأمن والأمان، ويحول دون ما قد يترتب عن هذا الوضع من إشكالات خطيرة، خاصة أن الإنارة ترتبط بشكل مباشر بأمن وسلامة الأشخاص، وتمنع تحويل الشاطئ إلى ملاذ للسلوكات المنحرفة أو مكان لتعاطي الممنوعات.
ولا يقف الأمر عند هذا الحد، بل إن الممر الإسمنتي المخصص للمشاة أصبح مستباحًا من طرف السيارات والدراجات النارية التي تلج إلى داخل الشاطئ دون رادع، ما يشكل خطرًا مضاعفًا على سلامة الزوار ويكرس مظاهر الفوضى والعشوائية.
خطورة الإضرار بأيقونة من أيقونات الشواطئ تُعد جريمة نكراء، فشاطئ كيمادو يُعد واحدًا من أهم نقاط الجذب السياحي التي يتوافد إليها الزوار من كل حدب وصوب، لما يتميز به من خصوصيات طبيعية وجمالية تجعله عنصر جذب فريد.
للأسف، الوضعية الحالية سمحت بظهور ظواهر سلبية ومزعجة تهدد سمعة وجمال الشاطئ، وتصب في خانة الإهمال والفوضى المستمرة.
إن التدخل العاجل من المصالح المختصة لتوفير الإنارة وتعزيز الامن والمراقبة أصبح أمرًا ضروريًا لا يحتمل التأخير، تفاديًا لما يمكن أن ينجم عن هذا الوضع من مخاطر متعددة تهدد أمن وسلامة مرتادي الشاطئ، وتحافظ على صورة الشاطئ كوجهة سياحية فريدة.
شاطئ كيمادو في السابق، حيث كانت أعمدة الإنارة العمومية تضيء الممر والشاطئ، ما يضمن شعور الزوار بالأمان ويساهم في الحفاظ على النظام داخل الشاطئ.
الوضع الحالي للشاطئ، حيث يغلب الظلام على الممر والشاطئ بسبب انقطاع التيار الكهربائي، ما يعكس حجم الإهمال والفوضى، ويزيد من المخاطر على سلامة الزوار ويتيح ظهور السلوكات غير المرغوبة.
* فائز الموساوي