تعيش مدينة القصر الكبير وضعاً متأزماً بعدما اختفى رئيس جماعتها محمد السيمو عن الأنظار، رغم تبرئته من طرف محكمة الاستئناف المختصة بجرائم الأموال بالرباط في يوليوز الماضي. فالرجل الذي يشغل أيضاً منصب برلماني عن الإقليم، ترك المدينة تواجه مصيراً غامضاً وسط تراكم مشاكل عمرانية وبيئية واجتماعية خانقة، دون أن يلمس السكان أي اهتمام من طرفه.
أبرز الملفات العالقة تتجسد في تعثر مشاريع الأسواق النموذجية وأسواق القرب، إضافة إلى سوق السمك ومجزرة اللحوم البيضاء، بعدما أدرجت لوائح تضم أسماء لا علاقة لهم بالمهنة سوى قربهم الانتخابي من الرئيس، ما تسبب في تهميش المئات من التجار الحقيقيين، وعمّق معاناتهم ومعاناة أسرهم.
وخلال الصيف الماضي، تدهورت أوضاع النظافة بالمدينة نتيجة تعثر اتفاقية تدبير النفايات مع شركة “أوزون”، وهو ما دفع الأخيرة إلى التفكير في مغادرة القصر الكبير بعد غياب أي تواصل جاد مع المجلس الجماعي. فتحولت الشوارع إلى مطارح عشوائية للنفايات، بالتوازي مع استمرار التأثيرات البيئية السلبية لمخلفات معمل “سونابيل”، في ظل عجز المجلس عن فرض القوانين وتغليب الولاءات الانتخابية على المصلحة العامة.
كما تواجه المدينة مشاكل متزايدة تتعلق بضعف أو انعدام الإنارة العمومية في أحياء عديدة، وتجاهل ملف المنازل الآيلة للسقوط، إضافة إلى تعثر تراخيص البناء وعرقلة مصالح المرتفقين بسبب غياب الموظفين وتحول عدد منهم إلى “أشباح” دون محاسبة.
هذا الواقع أعاد الصورة السلبية القديمة عن القصر الكبير كمدينة تعيش الفوضى الحضرية، رغم ما تتميز به من موقع استراتيجي وثروات طبيعية وبشرية مهمة. والمفارقة أن رئيس الجماعة، بدل الانكباب على مشاكل الساكنة، انشغل – وفق تقارير محلية – بدعم صديقه المقرب عبد اللطيف العافية المرشح لرئاسة عصبة جهة طنجة تطوان الحسيمة لكرة القدم، حيث وضع إمكانيات الجماعة لخدمته في الانتخابات المقررة يوم 19 شتنبر الجاري بالقصر الكبير بل ووعده انه سيجعله يفوز بولاية جديدة بكل الطرق الممكنة.
ولم يفت الشارع الرياضي أن يلتقط الرسالة خلال المناظرة التي دعا إليها السيمو يوم 9 شتنبر 2025 حول واقع الرياضة المحلي، حيث تحولت المناسبة إلى فرصة لتلميع صورة بلعافية، ما أثار استياء فعاليات رياضية قصرية رأت في ذلك توظيفاً مرفوضاً للرياضة في خدمة الحسابات الحزبية والانتخابية.














