في خطوة تعكس تصاعد وتيرة الغضب الشعبي بدواوير جماعة اتروكوت بإقليم الدريوش، أصدرت جمعية ثاريوين للتنمية والأعمال الاجتماعية والثقافية بيانا استنكاريا شديد اللهجة، عبرت فيه عن قلقها البالغ من الوضع الكارثي الذي تعيشه الساكنة، نتيجة الانقطاع الشبه التام للماء الصالح للشرب والانقطاعات المتكررة للكهرباء، لا سيما خلال الأسبوعين الأخيري ،وجاء في البيان أن الجمعية تلقت العديد من الشكايات والتظلمات من سكان الدواوير، خصوصا تلك القريبة من الساحل، حيث تتفاقم المعاناة في ظل موجة الحر وارتفاع الطلب على الماء والكهرباء في فصل الصيف، وهو ما يضاعف معاناة الأسر المقيمة والعائدين من الخارج لقضاء عطلتهم السنوية.
ورغم توجيه الجمعية والمجتمع المدني لشكايات متكررة في السنوات الماضية إلى مجلس جماعة اتروكوت، والمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب سابقًا، ثم إلى الشركة متعددة الخدمات لجهة الشرق المفوض لها حاليًا تدبير القطاع، فإن الأوضاع – حسب تعبير الجمعية – لم تعرف أي تحسن، بل زادت سوءا بسبب تأخر تدخلات الجهات المعنية.
البيان أشار إلى أن الشبكة الكهربائية تعاني من أعطاب متعددة، منها تلف الأعمدة والأسلا ك إلى جانب أعطاب شبكة توزيع الماء، دون أن تبادر الجهات المسؤولة إلى إصلاحها أو التجاوب مع المراسلات والطلبات المتكررة، خصوصا فيما يتعلق بالإنارة العمومية التي تزداد الحاجة إليها خلال شهر رمضان، حيث تكثر حركة الساكنة ليلًا نحو المساجد.
ولم يخفِ البيان استياء الجمعية من “التجاهل الممنهج” لمطالبها ، مشيرا إلى أن بعض أعضاء الجمعية وعلى رأسهم الرئيس، تعرضوا لاتهامات مجانية ومحاولات لتبخيس جهودهم، في وقت تواصل فيه الجماعة صمتها حيال هذه الأوضاع، دون حتى تقديم تفسيرات معقولة وواضحة للسكان.
كما تساءلت الجمعية عن هوية الشخص المسؤول فعليا عن الإنارة العمومية بذا الجماعة، خاصة بعد تواتر معلومات تفيد بتكليف أحد أعضاء المجلس الجماعي بهذه المهمة، وهو ما اعتبرته الجمعية “خرقا صريحا” للقانون التنظيمي للجماعات الترابية.
وفي ختام البيان، حمّلت جمعية ثاريوين المجلس الجماعي كامل المسؤولية عن تدهور الخدمات في مجالات الماء والكهرباء والإنارة، كما حمّلت الشركة المفوض لها تدبير هذه القطاعات مسؤولية التراجع الملحوظ في مستوى الخدمات مقارنة بالفترة التي كانت فيها تحت إشراف المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب.
ودعت الجمعية، السلطات الإقليمية وعلى رأسها عامل صاحب الجلالة بإقليم الدريوش، إلى التدخل العاجل لإنقاذ الساكنة من “العطش والظلام الدامس”، مؤكدة استعدادها لنشر كافة الشكايات والمراسلات التي وجهتها طيلة السنوات الماضية، حتى يتحمل كل طرف مسؤوليته أمام الساكنة والرأي العام.