تقبل بلادنا في السنوات القليلة القادمة على مواعيد كروية هامة ( كاس افريقيا – كاس العالم 2030 ) ، مواعيد خصها جلالة الملك محمد السادس نصره الله باهتمام و رعاية خاصة عبر انجاز مشاريع رياضية ضخمة بمواصفات عالمية تضع بلادنا في مصاف الدول ذات الاشعاع الرياضي و الثقافي الريادي .
في مقابل هذه الصورة الرياضية الإيجابية لبلادنا ، ما زالت لوبيات مقاومة التغيير و التجديد بالمؤسسات الرياضية تعبث بهذه التراكمات التي تحققها بلادنا على المستوى الرياضي , هذه الصورة القاتمة للمؤسسات الرياضية الوطنية تمثلها اكثر ، العصب الجهوية لكرة القدم .
و كمتتبع للشان الرياضي ، اؤكد أن هناك بونا شاسعا واضحا بين إرادة البناء والتجديد التي يمثلها جيل جديد من الرياضيين يملكون تصورات حديثة في التسيير و تدبير الشأن الكروي و بين لوبيات تسخر مجهودها بالعصب الكروية لتحقيق مأرب شخصية بحتة ولا غيرة لها على كرة القدم واهدافها الانسانية السامية .
عصبة جهة طنجة تطوان الحسيمة خير نموذج على بيروقراطية المؤسسات الرياضية الوطنية ، التي تسير بعقلية قروسطوية ، حيث منطق الولاءات و تبادل المصالح ، وطغيان الفردانية في التسيير و التدبير الإداري و المالي السائدة داخل هذه المؤسسة . فعشرين سنة من تدبير عبد اللطيف بلعافية لعصبة الشمال لكرة القدم لم تفرز الا الاختلالات و تعميق الازمات بين فرق العصبة , وخلق الحزازات الشخصية لتابيد استمراره على راس العصبة ، استمرار له تكلفة ثقيلة و مؤثرة على مستقبل اجيالنا وتنمية الرياضة الوطنية .
ان التسيير و التدبير الإداري الرياضي لم يعد بمنطق حسن النوايا ، و لا شرعنة الانزالات خلال الجموعات العامة للعصبة ، و لا تسييد السلوكات الغير القانونية و تغييب الشفافية ، و الانتقاص من الطاقات الرياضية التي تتوفر عليها الجهة , بل برؤى و مقاربات علمية توازي بين تنمية الرياضة و تنمية الموارد البشرية و المالية ، وتكريس قيم الشفافية والانفتاح على كل الاراء .
ان المغرب الذي يجاهد من اجل تبوأ مكانته ضمن الكبار عالميا و على كل المستويات ومن ضمنها الشان الرياضي مطالب بان يقطع نهائيا مع اساليب العمل التي عرقلت مساره الصحيح نحو الرقي و المستقبل الواعد , واول خطوة في هذا الاتجاه اجتثاث اعشاش لوبيات مناهضة التغيير في كرة القدم الوطنية و دعم المجهود الوطني للرقي بالرياضة الوطنية عموما . فالمنطق السليم في انتخابات عصبة الشمال لكرة القدم ، هو ان تستشرف الفرق المشكلة للعصبة افاق المستقبل وتطوير آليات العمل الجدي المستمر بدل الارتكان الى الامر الواقع ومراكمة الأخطاء و الاختلالات و الاحباطات التي افرزتها 20 سنة من العشوائية و التواكل وخلط الأوراق مع كل مناسبة لترميم الذات وإعادة الروح لعمل العصبة .
** امين الخطابي














