يُعدّ شاطئ “تلا يوسف”، الواقع ضمن النفوذ الترابي للجماعة القروية إزمورن بإقليم الحسيمة، من أبرز النقاط السياحية التي تجذب الزوار من مختلف المناطق، لما يتمتع به من مؤهلات طبيعية نادرة. صفاء مياهه، ونقاء هوائه، وجمال تضاريسه، كلّها عناصر تجعل منه وجهة مفضّلة لقضاء أيام الاصطياف والاستجمام.
لكن، وعلى الرغم من هذا الرصيد الطبيعي الفريد، فإن البنية التحتية والخدمات المتوفّرة لا تزال دون المستوى المطلوب، ولا ترقى إلى تطلعات المصطافين، سواء منهم الزوار أو الساكنة المحلية. فلا وجود لتنظيم فعّال، ولا لخدمات أساسية تحفظ راحة وكرامة الزائر.
وبات من الضروري اليوم إعادة النظر في طريقة تدبير هذا الفضاء الحيوي، الذي أصبح يعاني من فوضى متزايدة، ومن مشاهد تُسيء إلى جماليته، وعلى رأسها احتلال الملك العمومي بشكل سافر بالكراسي والطاولات والمظلات تُنصَب من أقصى الشاطئ إلى أقصاه، في استباحة واضحة للملك العمومي، واغتصاب مادي ومعنوي لحقّ المواطن في الاستغلال العادل للملك العام على قدم المساواة.
إن المصطاف لم يعد يرضى فقط بجمال الطبيعة، بل بات يبحث عن الجودة، والراحة، والأمان، وهذا لن يتحقق دون تدخل صارم، ورؤية تنموية واضحة، تُعيد الاعتبار للسياحة الشاطئية بالإقليم، وتضمن توازناً بين استغلال المؤهلات الطبيعية، واحترام حق المواطن في فضاء عمومي نظيف ومنظّم ومفتوح للجميع، دون إقصاء أو تهميش.
فائز الموساوي