تعيش جماعة تروكوت بإقليم ادريوش وضعية استثنائية باتت تتفاقم مع تراكم سلبيات التسيير و التدبير الجماعي .
وتعكس وضعية الجماعة على جميع مستوياتها صورة هذا التدبير الذي هو محط انتقادات واسعة خصوصا من النسيج الجمعوي المحلي .
ويؤاخذ المواطنون على المكتب الجماعي الحالي ، غياب التواصل ، و تغليب رئيسه للخلفيات الشخصية و الولاءات الانتخابية الضيقة على المقاربة القانونية و التشاركية و التفاعل الإيجابي مع قضايا المواطنين .
ففي عهد الرئيس الحالي للجماعة عرفت هذه الأخيرة احتقانا واضحا كانت تترجم عبر احتجاجات جماعية مستمرة الى حدود الان .
ويعد قطاع التعمير بالجماعة احد معضلات التدبير السيء ، والذي خلق تناقضا صارخا بين تطبيق القانون على بعض المواطنين و محاباة اخرين ، في الوقت الذي يقف فيه الرئيس مكتوف الأيدي أمام مطالب المواطنين بالترافع عن مصالح المواطنين لدى الجهات المتدخلة لحل مشاكل الملكية و التحفيظ و شكايات المواطنين المتعلقة بتصميم التهيئة .
نفس التعاطي السلبي لمكتب الجماعة انعكست على القطاع الفلاحي الذي حرم المواطنين من الاستفادة من البرامج الحكومية و التسهيلات التي تقدم للفلاحين لانعدام المبادرة وغياب التواصل و التفاعل البناء مع المصالح الخارجية .
الا ان الملف الذي أجج التوترات اكثر بين رئيس الجماعة و المواطنين و فجر شرخا كبيرا داخل اغلبيته المسيرة ، تعاطي الرئيس الشخصي مع احتلال الملك العام البحري و الذي جمد لثلاث سنوات فرص التشغيل الموسمي على شواطىء تروكوت وحرم العشرات من الأسر مصادر العيش ، بعدما أثر رئيس الجماعة مقاربة صم الاذان ، و التشبث الاعمى بالقانون ، بدل الاجتهاد في بلورة آليات ترفع الحيف عن مصادر عيش المواطنين .
لقد عبر رئيس الجماعة الحالي لجماعة تروكوت عن قصور كبير في تدبير قضايا المواطنين ، و في نهج سلوكات شخصية تتقاطع مع الصلاحيات التي يخولها القانون ، حتى بات يتعاطى فقط ايجابا مع ملفات الموالين له إنتخابيا ، بينما يعرقل من موقعه ملفات المواطنين الذين يوجهون له انتقادات تتعلق بطريقة تسييره وتدبيره للشان العام ، كما عرقل بشكل واضح اتفاقات عديدة للشراكة قدمتها جمعيات مدنية مستقلة ، بقيت ادراج رفوف مصالح الجماعة ، و يبقى اكبر موقف سلبي من جمعيات المجتمع المدني باتروكوت ، هو تقديمه لمصالح عمالة ادريوش جمعيات على المقاس للحضور بمقر جماعة اتروكوت في لقاء نظمته عمالة ادريوش في حول برنامج التنمية فيما اقصى بطريقة غير مفهومة جمعيات تملك تصورا واضحا و عمليا للتنمية بالجماعة ، هذا السلوك الاقصائي للجمعيات المدنية باتروكوت وصلت أصدائه لعامل إقليم ادريوش الذي تفاعل مع مقترحات للعديد من الجمعيات الفاعلة التي قدمت كتابة تصورات مشاريع حقيقية لتنمية الجماعة .
ويبقى ان قضايا عديدة للساكنة كالانارة العمومية و النقل المدرسي و الدعم المالي و الشأن الرياضي و تعبيد الطرق ، و استمرار اغلاق المركز الثقافي و دار الشباب. اللذان إكتملت الاشغال بهما ، تخضع لمنطق الحسابات الانتخابية الضيقة ، وليس لحاجيات المواطنين الملحة .
ان جماعة تروكوت كجماعة واعدة تملك مؤهلات طبيعية متعددة وموقع جغرافي استراتيجي ، الا انها وللاسف ورثت ومنذ عدة سنوات تراكمات سلبية للتدبير العشوائي و الارتجالي، فوت على المنطقة و ساكنتها فرصا للتنمية الواعدة ، وادخل الساكنة في دوامة من الانتظارية والامل المؤجل .














