لم تعد بيانات التكذيب ولا التوضيح تسعف الام و شكايات مرضى الحسيمة وعائلاتهم ، حيث بات الوضع يحتاج الى قرار سياسي قوي و ليس الا توافقات ادارية لوضع حد للوضعية الهشة للقطاع رغم يروج له في الاعلام . اذ واقع الحال يكشف تسيبا اداريا وتسييريا واضحا ، وان الخصاص في الأطر الطبية بات واضحا و في تخصصات حساسة و دقيقة .
لقد استبشرت ساكنة الحسيمة بالقرار الملكي السامي بالاسراع في افتتاح المركز الاستشفائي الإقليمي محمد السادس باجدير تجسيدا للرعاية الملكية السامية لجلالته لرعاياه الاوفياء في هذه البقعة العزيزة من الوطن ، الا ان الاوضاع وصلت بهذا المركز الى وضع يتناقض كليا ، اخلاقيا وقانونيا مع مبادىء الصحة العامة و الكرامة الانسانية حتى وصل الوضع الى حد لا يطاق بعدما عجزت الطواقم الطبية عن علاج مرضاها واحالاتهم الى مستشفيات المدن القريبة حيث تنعدم تخصصات بمستشفى الحسيمة ، رغم النداءا ت و التقارير و الملتمسات و الترافع مع الجهات ذات العلاقة بالوضع الصحي . حتى اصبح الواقع يكرر نفسه فمسؤولو مندوبية الحسيمة يطلقون الوعود تلو الأخرى دون تنفيذ اي شيء منها . نفس الوضع يسائل الهيئات النقابية بالقطاع التي أصبحت اولوياتها الزيادات المالية ساكتة عن هذا الوضع اللاصحي و هو نفس التعاطي للجمعيات المهنية الاطباء الذين يسارعون الى افتتاح العيادات الخاصة بينما واقع الصحة العمومية يبقى اخر اولوياتهم .
وهذا ليس تجني في حق الشغيلة الصحية بل يسجل بمداد من فخر الاسهامات الإنسانية لبعض الأطر الصحية من كل الفئات التي ما زال يحكمها الحس الانساني . ومن هنا ندعو الى رفع الحيف عن هذه الفئات التي تعاني من احتراق مهني وضغط كبير في العمل ، في الوقت الذي يوجد فيه بعض المحظوظات و المحظوظين دائما خارج التغطية .
يضاف الى كل هذا اغلاق مستشفى محمد الخامس بالحسيمة الذي رمم بملايين الدراهم وأصبحت مرافقه و تجهيزاته خربة مهجورة واغلق في وجه 60 نسمة من ساكنة الحسيمة
فلا يعقل ان المرضى من القرى النائية ا و بمدينة الحسيمة يقصد قسم الإستعجالات بالمستشفى الإقليمي محمد السادس ليلا ، و الكل يعرف موقعه و صعوبة الوصول في الوقت الذي توجد مصلحة المستعجلات بمستشفى محمد الخامس مغلقة في وجه المرضى
الزائر لقسم المستعجلات بالمستشفى الإقليمي محمد السادس سيكشف هول الفظاعة عندما يرى مئات الحالات المستعجلة تنتظر دورها للكشف الطبي من طرف طبيب ( ة ) واحد في الوقت الذي يمكن تخفيف الضغط على هذا القسم بإعادة فتح مستعجلات الحسيمة و بعض تخصصات الكشف الطبي.
ان الازمة بدات تتعمق و يبدو ان مسؤولي مندوبية الصحة بالحسيمة لهم اولويات ادارية اخرى غير البحث عن حلول ناجعة لازمة الصحة بالاقليم اذ اضيف التهجير الصحي الى الاشكال المعهودة كالتعليم و التشغيل ،
لقد بات الامرملحا اكثر من اي وقت مضى يفرض التدخل العاجل لرئيس الحكومة ووزيره في الصحة لاخذ المبادرة لانقاذ واقع الصحة بشكل استعجالي و صيانة حيوات الناس التي تهدر بالمراكز الصحية و مستشفيات الحسيمة