عرف الإقليم خلال الشهريين الأخيرين أكبر عدد من المسيرات والوقفات الإحتجاجية في المغرب،ويجسد حقيقة واقع مغرب السرعتين،إقليم يتوفر على أكبر خمس سدود وطنيا وجميع سكانه يعيشون أزمة العطش،تثمين وتقنين القنب الهندي إستفاد من سلسلة القيمة من لا لهم أية علاقة بزراعة القنب الهندي وأقصي الفلاح والمنتج الصغير من هذه السلسلة بتواطئ مكشوف من طرف كل المتدخلين وفي واضحة النهار،طرق مهترئة اغلبها تعود إلى الحقبة الإستعمارية،الفلاحة لازالت معاشية وماسمي بالمخططات لمختلف الحكومات المتعاقبة كانت ولازالت ممنوعة من الصرف بإقليم تاونات،السياحة رغم توفر الإقليم على مؤهلات إيكولوجية وفق المعايير الدولية هناك محاولات فردية مكافحة ومناضلة في غياب أي تحفيز إستثماري وبنكي،أما الصحة فلا حديث ولا حرج،أصبحت المراكز الاستشفائية على قلة وجودها تحولت إلى غرفة لتسجيل المواعيد ونقل الحالات للمستشفى الجامعي بفاس،أما نخب الإقليم جزء منها يريد إعادة تجربة جمعيات السهول والهضاب وأن يكونوا مخزنيين أكثر من المخزن واحنين إلى عهد اطريشة،والجزء الثاني تربطه بالبلاد صلة الرحم والتين والزيتون، الجزء الثالث يعتبر سكان الإقليم مجرد خزان إنتخابي وقنطرة للرقي السياسي والإجتماعي والجزء الرابع لازالت تسكنه حرقة الأسئلة وصوت الممانعة لكنه مشتت وغير موحد،أما مستويات الحكامة والديمقراطية التشاركية بالإقليم فلازالت ضعيفة جدا،حيث أن هناك مسؤولين ترابيين عمروا بالإقليم لأزيد من سبع سنوات دون تقديم أية قيمة مضافة تذكر،جماعات ترابية غابت عنها النجاعة والمردودية والكفاءة والقوة الإقتراحية،نخب جديدة صاعدة وعائدة يتم محاربتها بكل الوسائل،منع الوقفات الإحتجاجية آخرها منع الوقفة الإحتجاجية ليوم الإثنين 25 غشت 2025 من أجل الحق في الصحة بمبررات غير دستورية لا تتماشى مع الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
كل هذا يحدث في إقليم،كان له باع طويل في مقاومة الإستعمار الفرنسي وقدم المئات من الشهداء لإستكمال الوحدة الترابية وضحى بناته وأبنائه من أجل إستراتيجية النضال الديمقراطي سنوات الجمر والرصاص،والإقليم الأول على مستوى المشاركة والتصويت في إنتخابات 2021.
لكن اليوم القائمين على الشأن الترابي بالإقليم لهم رأي آخر في منع الوقفة الإحتجاجية ليوم الإثنين 25 غشت 2025 حتى لا نقول بشكل جماعي وبناء أن إقليم تاونات أحد أبرز تمظهرات اللاعدالة المجالية والإجتماعية والمغرب الذي يسير بسرعتين.
الله عليك ياوطني.
عادل راشدي