كل مرة نسمع احاديث و أصوات تطلب وتنادي بأحداث عمالة لساكنة منطقة صنهاجة السراير عاصمتها مدينة تركيست ؛
وهذه بعض المعلومات على إمكانية ترقي المنطقة والمدينة إلى درجة عمالة ، و هذا تعقيب أعطي فيه بعد الأفكار:
ما هي الشروط التي ينبغي أن تتوفر في المدينة لِتَرْتَقِي إلى مرتبة عمالة ؟
نموذج مدينة تركيست – إقليم الحسيمة.
يعود الحديث، بين الفينة والأخرى، حول مستقبل مدينة تركيست وإمكانية ارتقائها إلى مرتبة عاصمة لإقليم مستقل، وهي مسألة تستوجب توضيح الشروط والأسس التي يُعتمد عليها في المغرب لمنح مدينة ما صفة مركز إقليمي. فالأمر لا يرتبط بالرغبات فحسب، بل بمعايير تنموية وإدارية واضحة.
وفيما يلي أبرز هذه الشروط:
1️⃣ تعداد سكاني مهمّ ونموّ ديموغرافي مستقرّ
يشترط في المدينة المرشَّحة أن تكون ذات كثافة سكانية معتبرة، وأن تعرف نمواً مستمراً، مع قدرتها على استقطاب السكان من الجماعات المحيطة.
وتركيست تمتلك محيطاً ديموغرافياً واسعاً، غير أنّ تعزيز جاذبيتها الاقتصادية والاجتماعية يظلّ ضرورةً أساسية.
2️⃣ توفّر بنية تحتية حديثة ومتطورة
لكي تُصنَّف المدينة كعاصمة إقليم، ينبغي أن تتوفر على بنية تحتية قوية تشمل:
* طرقاً تربطها بشكل فعّال بالجماعات المجاورة،
* مرافق إدارية وصحية وتعليميّة،
* مناطق صناعية وتجارية،
* مؤهلات للاستقبال: فنادق، فضاءات عامة، مرافق سياحية…
وتُعدّ مواصلة تحديث المحاور الطرقية الرابطة بين تركيست والحسيمة وفاس وكتامة وشفشاون عاملاً أساسياً في هذا المسار.
3️⃣ دور اقتصادي بارز على مستوى المجال الترابي
يجب أن تكون المدينة مركزاً اقتصادياً طبيعياً للمنطقة، وذلك عبر:
* أسواق نشيطة،
* حركة تجارية وصناعية وحرفية متنامية،
* مشاريع كبرى في الفلاحة والسياحة والخدمات،
* قدرة واضحة على جذب الاستثمارات العمومية والخاصة.
ومنطقة تركيست تتميّز بامتلاكها لموارد مهمة، من بينها الحرف التقليدية ، والفلاحة ومؤهلات السياحة البيئية.
4️⃣ ثِقَل إداري ومؤسساتي
من الشروط الأساسية أيضاً أن تتوفر المدينة على حضور فعلي للمؤسسات العمومية: إدارات، مصالح خارجية، محاكم، مستشفيات، مدارس عليا، مراكز تكوين…
ومع أنّ بعض هذه المرافق موجود في تركيست، إلا أنّ تعزيزها وتوسيعها يبقى خطوة ضرورية.
5️⃣ إشعاع ثقافي وتاريخي وجغرافي
إنّ ارتقاء المدينة إلى عاصمة إقليم يرتبط أيضاً بقدرتها على لعب دور محوري في محيطها البشري والثقافي.
وتتميّز تركيست برصيد تاريخي قديم، وبتراث ريفي صنهاجة راسخ، وبمواقع طبيعية مثل جبل تيديغين ، أعلى قمة في جبال الريف ، وكتامة. وجبال المغطاة باشجار الأرز.. وجبل تيزيفري… ممّا يضعها في موقع متقدّم لهذا الدور.
خاتمة
إنّ انتقال تركيست إلى مرتبة عاصمة إقليم ليس مجرد مسألة إدارية، بل مشروع تنموي متكامل يتطلب:
* إرادة حقيقية من المنتخبين،
* دعم السلطات،
* انخراط المجتمع المدني،
* واستثمار المؤهلات الاقتصادية والسياحية والثقافية التي تزخر بها المدينة.
فتركيست تملك المقومات، غير أنّ تحويل هذه المقومات إلى واقع ملموس يحتاج إلى مشاريع جادّة ومستدامة.
إنه نقاش بنّاء يستحق أن يُطرح اليوم من أجل رسم ملامح تركيست الغد.
** محمد احمتاش.. قبيلة زرقت.. دوار ؛ اوني













