تدخل انتخابات عصبة طنجة تطوان الحسيمة لكرة القدم منعطفاً حاسماً، ويبدو أن الفارق بين المرشحين الرئيسيين صار واضحاً بين من يخاطب العقول ومن يراهن على الاستعراض الفارغ.
المرشح عمر العباس يخرج في فيديوهات وخرجات إعلامية أنيقة، يشرح خلالها تفاصيل مشروعه الانتخابي بكل ثقة ووضوح. أسلوبه يعكس جدية الرجل وقدرته على إقناع المتتبعين والفاعلين الرياضيين، إذ يقدم خطاباً عقلانياً مبنياً على رؤية مستقبلية لكرة القدم في الشمال.
في الجهة المقابلة، يواصل عبد اللطيف العافية حملة وُصفت من طرف المتابعين بالهشة، إذ يكتفي بجمع “من هب ودب” لالتقاط صور داخل المقاهي والأماكن العمومية، متناسياً أن مثل هذه الصور لا تمنحه رصيداً انتخابياً حقيقياً. فالنُدُل ورواد المقاهي ليسوا ضمن الهيئة الناخبة، بل إن بعض الوجوه التي تظهر بجانبه في هذه الصور قد تصوّت في النهاية لصالح لائحة عمر العباس.
الأندية الجادة في المنطقة لم تعد تبحث عن صور دعائية ولا عن تجمعات مناسباتية فارغة، بل عن قيادة تملك مشروعاً واضحاً وحلولاً عملية. وهنا يظهر الفرق بين العباس، الذي يقدم نفسه كمرشح صاحب رؤية، والعافية الذي يبدو غارقاً في “بهرجة الصور ” ومحاولة صناعة شعبية وهمية لا علاقة لها بصناديق الاقتراع.
الانتخابات المقبلة ستكون بمثابة اختبار حقيقي لوعي الأندية الرياضية بالشمال: هل ستنحاز إلى خطاب البرامج والإصلاح أم ستُغريها دعاية الصور والابتسامات المصطنعة؟














