في واقعة مثيرة للجدل وتطرح أكثر من علامة استفهام، لم تُفرج عصبة جهة طنجة تطوان الحسيمة لكرة القدم، التي يرأسها السيد عبد اللطيف العافية، رئيس نادي أجاكس طنجة، عن الترتيب الرسمي المصادق عليه لبطولة القسم الممتاز إلى حدود الجمعة 16 ماي 2025، أي قبل أقل من 24 ساعة من انطلاق الدورة الأخيرة، في وقت تتنافس فيه أربع فرق من كل مجموعة على الصعود أو تفادي النزول.
الأمر الغريب والمثير للاستغراب أكثر، أن العصبة نفسها أفرجت عن الترتيب الرسمي لبطولة القسم الأولفي توقيت مناسب، بينما اختارت الاحتفاظ بترتيب القسم الممتاز وعدم نشره، رغم أن هذا القسم يُعتبر الأكثر حساسية نظرًا لطبيعة المنافسة وقيمة الرهانات فيه.
هذا التناقض في طريقة تدبير البطولات يطرح تساؤلات جدية حول معايير التسيير داخل العصبة، ومدى التزامها بمبدأ الشفافية والمساواة بين الفرق. كيف يمكن تفسير نشر ترتيب قسم أدنى، وتأجيل أو حجب ترتيب قسم أعلى وأكثر أهمية في لحظة حاسمة من الموسم؟
إضافة إلى ذلك، فإن هذا السلوك يُعد خرقًا واضحًا لقوانين الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، التي تلزم العصب الجهوية بنشر الترتيب الرسمي فور نهاية كل دورة، خصوصًا قبل الدورات الأخيرة التي تُحدد مصير الفرق. مثل هذا التأخر يفتح الباب أمام الشكوك والجدل وربما حتى الطعون القانونية، ويُفقد المنافسة نزاهتها ووضوحها.
عدد من الأندية المتضررة والفعاليات الرياضية عبّرت عن استيائها الشديد من هذا الوضع، معتبرة أن مثل هذه الاختلالات تضرب مصداقية العصبة وتزيد من التوتر والضغوط النفسية على اللاعبين والأطر التقنية في مرحلة يفترض أن تتسم بالوضوح والانضباط.
وبينما تتجه الأنظار إلى الدورة الأخيرة التي ستُجرى يوم السبت 17 ماي، يبقى السؤال الأهم:
وتساءلت فعاليات كروية وجمعوية عن كيف يعقل أن تُلعب الدورة الأخيرة دون ترتيب رسمي؟ وما الذي يبرر هذا التلكؤ من طرف العصبة؟ وهل هناك غياب للكفاءة في التسيير، أم أن هناك نوايا مبيتة في كواليس القرار؟
في ظل هذا الوضع المقلق، تُطالب عدة أصوات بضرورة تدخل الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم بشكل عاجل، من أجل فتح تحقيق حول ملابسات هذا التأخر غير المبرر، ومحاسبة المسؤولين عنه، حفاظًا على مصداقية البطولة ومساواة الفرق أمام القانون واللوائح.
ويبقى السؤال مفتوحًا: هل تتدارك العصبة هذا الخطأ الجسيم قبل انطلاق مباريات الحسم؟ أم أن الدورة الأخيرة ستُجرى في جو من الفوضى والعشوائية، سيُسجل في خانة الاختلالات التي تسيء لكرة القدم الجهوية وتُضعف ثقة الأندية في أجهزة التسيير
هل ستتدخل الجامعة لتصحيح هذا الوضع؟ أم أن الفوضى التنظيمية ستلقي بظلالها على نهاية الموسم؟