تتجه أنظار فرق كرة القدم بعصبة الشمال يوم الجمعة 19 شتنبر 2025 إلى مدينة القصر الكبير، التي ستحتضن استحقاقًا رياضيًا مهمًا، وهو انتخاب رئيس جديد لمكتب العصبة للأربع سنوات القادمة.
لحظة يمكن اعتبارها تاريخية وفي فترة دقيقة، ستحسم فيها فرق الجهة خياراتها بين لائحتين تتنافسان على تحمل مسؤولية التسيير والتدبير:
لائحة التغيير والمستقبل برئاسة عمر العباس.
لائحة الاستمرارية والشرعية التاريخية التي يمثلها الرئيس الحالي المنتهية ولايته عبد اللطيف العافية.
تشكل لائحة عمر العباس منافسًا قويًا للائحة العافية على رئاسة العصبة، خصوصًا أن الأخير يوجد على رأسها منذ أربع ولايات متتالية، أي ما يقارب 20 سنة من الجمود الكروي، ومن الفشل الذريع في التدبير والتسيير، ومن البيروقراطية الفجة والاختلالات القانونية المتعمدة، التي عصفت بإنجازات فرق عديدة بالجهة. قرارات العافية الفجة عمّقت أزمات هذه الفرق في لحظات حاسمة، سواء في بلوغ التتويج أو عند شبح النزول إلى الأقسام السفلى.
وقد عانت من ذلك عدة أندية داخل الجهة حتى أيقنت هذه الفرق أن العافية ليس رئيسًا لعصبة كرة القدم، بل صاحب “ضيعة مثمرة” ينتقي شركاءه بعناية في حصص الربح.
وإن كان من حصيلة لعبد اللطيف العافية على رأس العصبة، فهي تراكم الفشل والاختلالات والمسلكيات غير الصحية التي أساءت لمستقبل الجهة، لشبابها، وللرياضة الوطنية عامة. ففي الوقت الذي كان من المفروض أن يغادر فيه العافية رئاسة العصبة، نراه متشبثًا بها، مستعينًا بلوبيات مصالح متعددة يوجد على رأسها منتخبون وحزبيون، يسخرون الممتلكات العامة في غير موضعها الصحيح.
في المقابل، نجد أن لائحة عمر العباس تعمل باحترافية، وتطرح برنامج عمل واقعي لتطوير العصبة وتقوية نسيجها البشري، والرفع من قيمة كرة القدم بالجهة وفرقها الممثلة. يستند العباس في ذلك إلى رصيد رياضي مهم راكمه عبر تدبير وتحمل المسؤوليات داخل مكتب العصبة ومع فرق كروية عديدة بطنجة.
ويستعين العباس بـ سمير بومسعود نائبًا أول له ضمن لائحة التغيير والمستقبل، وهو أحد الأسماء البارزة في كرة القدم الوطنية وممثل فريق النادي الرياضي الحسيمي. وقد منح تواجد بومسعود باللائحة قوة ودَفعة كبيرة للمنافسة على رئاسة العصبة، باعتباره وجهًا رياضيًا معروفًا، لاعبًا وحكمًا سابقًا، وداعمًا لفرق عديدة بالحسيمة، الشاون، تطوان، طنجة، العرائش ووزان.
ولا بد من التأكيد أن انتخابات عصبة الشمال لكرة القدم ليوم 19 شتنبر 2025، هي محطة حاسمة تستوجب من فرق الجهة الاختيار بين عرضين:
-استدامة تراكمات الأزمة بالعصبة مع لائحة العافية.
أو
-استشراف المستقبل والانخراط الواعي في العمل البنّاء والمسؤول، انسجامًا مع التوجهات الوطنية الاستراتيجية للرقي بالرياضة الوطنية عامة وكرة القدم خاصة، خصوصًا أن بلادنا تستعد لمحطات رياضية وطنية وقارية ودولية، أبرزها مونديال 2030.
وذلك لن يتحقق إلا عبر مؤسسات قوية، مبادرة، وذات قناعة راسخة بالبناء والإشعاع الرياضي، لا عبر نهج الانتظارية والريع والاستهتار بعقول الأندية والرياضيين.
✍️ محمد أمين الخطابي














