منذ بداية الصيف تشهد قرى الريف انقطاعات متكررة و يومية للمياه ، وادت سنوات الجفاف المتتالية التي اجتاحت الريف لنا يقارب ست سنوات ، و الاستهلاك المفرط للمياه الجوفية الى ندرة حادة للمياه .
وعكست أزمة التزود بالماء فشلا ذريعا لبرامج الربط بالماء التي ظل المكتب الوطني للماء يتشدق بها اعلاميا ، اذ بدت هذه المشاريع هشة ولا اثر إيجابي لها في الواقع ولم تغير شيئا من ساكنة العالم القروي بالريف .
و يضاف الى هذه الأزمة فشل المجالس الجماعية التي جعلت من التزود بالماء نقطة أساسية في برامجها الانتخابية ،
لقد عاد سكان البوادي بالريف الى الاساليب القديمة للتزود بالماء ، و باتوا يقطعون الكيلومترات البحث عن بعض آبار المياه التي لم تجف بعد رغم قلتها .
لقد عرت أزمة المياه بالريف عن فشل برامج التنمية المستدامة ، و عن فشل البرامج الحكومية بالعالم القروي ، واقع ان استمر مع ندرة الامطار ان يؤدي الى ارتفاع جديد لنسب الهجرة الداخلية ، نحو بعض المراكز الحضرية حيث شروط الحياة في حدودها الدنيا ما زالت متوفرة .
يؤكد عارفين ان مشكل ندرة المياه بات أزمة عالمية ، الا ان الاستثناء الذي يعرفه الريف يبقى رهينا بالاستغلال السياسوي و الانتخابي لهذه الأزمة ، اذ بات العديد من المنتخبين يبنون مجدهم السياسي على وعود كاذبة بتوفير هذه المادة الحيوية رغم ان الحلول التي يطرحونها تبقى لحظية ، و لا تقدم جوابا علميا لمواجهة ندرة و شح المياه و كيفية التعاطي معها بالحلول العلمية المستدامة و الاستثمارات المعقلنة و التي يمكن أن تجاوز بها أزمة شح المياه وصعوبات الحياة في العالم القروي بالريف .