بعد صدور الديوانين الأول والثاني من أعمال عبد اللطيف اللعبي الشعرية عام 2018 ، أصدرت دار نشر السيروكو بالدار البيضاء مؤخرًا المجلد الثالث، الذي يتضمن أحدث خمس مجموعات شعرية للشاعر، والتي صدرت بين عامي 2018 و2024 جميع الدواوين الثلاثة متوفرة في طبعة ورقية بناءً على رغبة المؤلف.
هكذا يُقدّم جاك أليساندرا، أحد أبرز الخبراء في أعمال اللعبي ، هذه المسيرة النشرية بإيجاز، مُبيّنًا أهمّ المحطات في مسيرة الشاعر والمثقف:””
يعد العمل الأول، الذي يجمع قصائد التألق والانغلاق وخيبة الأمل التي كُتبت بين عامي 1965و1993، والديوان الثاني، المُخصّص لقصائد إعادة اكتشاف الذات والانتقال إلى بداية جديدة، والمنشور بين عامي 1996 و2016 يضمّ الاصدار الشعري الثالث المجموعات الخمس الأخيرة المنشورة بين عامي 2018و2024، والتي تُؤكّد في آنٍ واحد التعلّق بالحاضر الزائل والوفاء للماضي الخالد.
عملٌ شامل، دربٌ من الذاكرة، بصمةٌ تحمل بلا شكّ صوت إنسان وعالمٍ تلتقي فيه أجملُ صور الحياة مع أسوأها.” أربعة وعشرون عملاً جُمعت في أكثر من ألفي صفحة. وفي جوهره، أسلوب، لغة، لسان لا هوية له إلا إنسانيته في البقاء في وجه البربرية ورغبته في الوجود على أرضٍ لنا أخوةً. هذا هو شعر اللعبي، ولهذا يأسرنا بعمق. فيه، دائمًا نفس الإرادة لانتزاع الإنسانية من معاقلها ولإحياء فرحة الحياة فينا. الأمل الذي يضعه في الإنسانية، في إمكانياتها اللامتناهية، لا يتزعزع. لكن احذروا: هذا ليس تفكيرًا تمنيًا ولا طريقة أخرى للتقليل من شأن المآسي التي تهاجمنا أو تخفيفها أو الالتفاف عليها. الأمل، المُتصوَّر بهذه الطريقة، هو جوهر المصير الذي يعد به، وهو السبيل الوحيد المسموح به لإلغاء حدود المستحيل.
أن نعيش. أن نكتب. أن نحب.
إن معتقدات اللعبي الثلاث شهادة مادية على الشاعر بقدر ما هي متطلب للعمل. نفس. وعيٌ بالإنسان وبالكلمات نجده متأصلاً وسليماً تماماً بعد ستين عاماً من القصائد الأولى، في القصائد الأخيرة التي يُختتم بها هذا المجلد الأخير، “حي!” و”مُفتَنٌ بالكتاب”. لا تُغلقان شيئاً، ولا تُكملان شيئاً. تفتحان أفقاً، تُشيران إلى الطريق المُتّبع، وطريقاً يجب اتباعه لنبقى بشراً كاملين.














