في مشهد يثير الدهشة والاستغراب، قرر شباب الريف الحسيمي لكرة القدم العريق أن يصطف اليوم وراء لائحة عبد اللطيف العافية، الرجل الذي اتهمته جماهير النادي والفعاليات الكروية الواسعة بأنه كان من أبرز أسباب سقوط الفريق إلى قسم الهواة موسم 2023.
التاريخ القريب لم ينسه جمهور النادي العريق: شكاوى مراراً من قرارات العصبة وتصرّفات رئيسها، اعتبرت آنذاك عنواناً للظلم الرياضي، وعكست فصلاً مظلماً في سجل الفريق. واليوم، يبدو أن الحسابات الانتخابية قد طمست كل تلك الشكاوى والاتهامات بضغطة زر، حيث اختار النادي مد يد الصداقة لمن كان بالأمس خصمه اللدود.
المفارقة أكبر عندما ننظر إلى باقي الأندية الكبرى في الجهة، مثل اتحاد طنجة والمغرب التطواني، التي رفضت دعم العافية، مقتنعةً أن حصيلته لم تضف شيئاً لكرة القدم الجهوية، وأن الاستمرار تحت قيادته يعني مزيداً من التراجع والخيبات.
أما شباب الريف، فقد اختار طريقاً مختلفاً، يبدو أقرب إلى العبث السياسي منه إلى منطق الرياضة. جمهور النادي، الذي عانى الكثير، هو اليوم الأكثر تضرراً، إذ يترقب بذهول كيف يمكن لناديه العريق أن يمد يده لمن أغرق الفريق في الهاوية قبل سنوات قليلة.
السؤال الذي يفرض نفسه بقوة: هل جمهور شباب الريف العريض على علم بما يحدث؟ وهل يدرك أن الفريق الذي يحبّه يختار اليوم الوقوف مع من خان ثقة الجماهير؟ أم أن الرهان على الحسابات الانتخابية قد طمس الذاكرة الجماعية وطمس الحقائق التاريخية للنادي؟
في النهاية، يبقى الخاسر الأكبر هو كرة القدم بالجهة، والجمهور الذي يستحق أكثر من مشاهد انتخابية تُدار بمنطق النكايات والتحالفات الغريبة، بدل أن تكون محطة لإطلاق مشروع كروي جاد يعيد الثقة إلى المدرجات














