نُخبٌ عليا، تسوس البلاد وتكدّس الثروات، وهي في حقيقتها إلا طغمة من اللصوص تتاجر فيما لا يجوز الاتّجار به، وتحوّل الجامعات إلى أسواق نخاسة تُباع فيها القيم وتُشترى بالأموال والأجساد. أولئك لم يسهروا الليالي في رحاب الاجتهاد والمعرفة، ولم يعرفوا للكتب حرمة ولا للعلم قداسة، ولذلك لا يقدّرون حجم الجريمة التي يقترفونها بحق الوطن والمستقبل.
الواقع يستوجب وقفة جادة لا تُزيّف الحقائق، بل تكشف عار هذا السلوك المشين المتفشي في عدد من الجامعات والكليات التي نخرتها ممارسات الفساد والابتذال. لا رحمة مع من خانوا الأمانة وعبثوا بمصير أجيال بأكملها، ناشرين الجهل، بعدما ارتقوا إلى المواقع والمناصب بنفس الأساليب الدنيئة.
تطهير الإدارة ومؤسسات التعليم من هذه الطفيليات مسؤولية وطنية، وواجب يستدعي انتفاضة شعبية صادقة من كل المغاربة الغيورين على كرامة الوطن ومستقبل أبنائه.
* ابو علي بلمزيان