في خرجة إعلامية لافتة على قناة شوف تيفي، ظهر عبد اللطيف العافية رئيس عصبة الشمال المنتهية ولايته في وقت متأخر من الليل،و هي محاولةً واضحة لتجنب المشاهدة العامة، وكأن الرجل يخشى أن يرى أحد مدى الركاكة في خطابه والمشروع الفارغ الذي يقدمه بعد 21 سنة من تسييره للعصبة. فبدل أن يستغل الفرصة ليقدّم رؤية استراتيجية أو مشروعًا ملموسًا للرياضة، اكتفى بخطاب متهافت و مرتبك، أقرب إلى تبرير سنوات الفشل منه إلى رسم مستقبل واضح لكرة القدم بالجهة.
المتابع لتلك الخرجة الإعلامية المحتشمة لا يحتاج إلى كثير من التحليل ليكتشف الفقر الفكري والتدبيري الذي يطبع خطاب العافية، وكأن الزمن توقف عنده منذ اعتلائه كرسي التسيير داخل العصبة.
قناة “شوف تيفي” وفّرت للجمهور فرصة نادرة لمشاهدة رئيس حكم العصبة لعقود دون أن يترك أي بصمة حقيقية، سوى الركود والرتابة و السخرية.
على الجانب الآخر، جاء امس عمر العباس بإطلالة إعلامية راقية، واثقًا، أنيقًا، ومنسجمًا، مدعومًا بمشروع قوي ومهيكل، جعل المقارنة بين الرجلين أشبه بمقارنة بين عالمين: عالم الجمود والكسل، وعالم الطموح والأمل.
اليوم، كان الأجدر بالعافية أن يكتفي بالاختباء وراء الصور الفوتوغرافية مع من هبّ ودبّ التي طبعت حملته الانتخابية، لعله يحفظ شيئًا من ماء وجهه، بدل أن يضع نفسه في مواجهة مباشرة مع العباس الذي أبان عن قوة إعلامية ومشروع متكامل.
سيحسم الأمور اذن غدا الجمعة بالقصر الكبير في صندوق الاقتراع السري، حيث من المتوقع أن ينتهي عهد العافية ويُحدف من محيط كرة القدم بالجهة، لتفتح صفحة جديدة في تاريخ الرياضة، عنوانها التغيير الحقيقي والإرادة الفعلية لخدمة الفرق واللاعبين، بعيدًا عن التردد والارتجال الذي طال سنوات طويلة.














