مثل عبد النبي بعيوي، الرئيس السابق لجهة الشرق، زوال اليوم الخميس، أمام غرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء، لمواصلة محاكمته في واحدة من أكثر القضايا المثيرة للجدل، المرتبطة بتفكيك شبكة الاتجار الدولي في المخدرات التي يتزعمها البارون المعروف إعلامياً بلقب “إسكوبار الصحراء”.
وتعود فصول هذه القضية إلى بداية أبريل من العام الماضي، حين تم توقيف بعيوي من طرف عناصر الشرطة القضائية، بناءً على معطيات وفرها البحث في ملف الشبكة الإجرامية، الذي أسقط مجموعة من المتهمين البارزين، بينهم منتخبون، مسؤولون، ومقاولون. وقد تم الشروع في أولى جلسات محاكمته يوم الخميس 2 ماي 2024.
وأثناء جلسة اليوم، أنكر بعيوي مجدداً أية علاقة شخصية تجمعه بشخصين ورد اسماهما في التحقيق، ويتعلق الأمر بكل من “علال” و”أحمد”، موضحاً أن معرفته بـ”علال.ح” كانت في إطار مهني صرف، بحكم منصبه السابق كرئيس جماعة ترابية، نافياً بذلك صحة أقوال تاجر المخدرات الرئيسي في الملف حول علاقات مشبوهة تجمعهما.
وفي معرض رده على أسئلة القاضي علي الطرشي، وصف بعيوي ما ورد على لسان “إسكوبار الصحراء” بشأن زيارة “علال” لإحدى الفيلات بحي كاليفورنيا بالدار البيضاء، بأنها “ادعاءات باطلة ولا أساس لها من الصحة”.
وفي سياق آخر، تحدث بعيوي عن خلاف شخصي مع أم زوجته السابقة، مشيراً إلى أنه رفع ضدها شكاية بعد علمه بأنها جمعت مجوهرات وساعات ثمينة من شقته، بناء على إفادات حارس العمارة. وأكد أنه لجأ إلى الدرك الملكي بعدما تبين أن المعنية تجاهلت استدعاءات رسمية من شرطة وجدة، موضحاً أنه “سلك كل الطرق القانونية”.
وقد عرضت المحكمة خلال الجلسة صوراً التقطتها إحدى الخادمات للمجوهرات المصادرة، لكن المتهم شكك في اكتمال الأدلة المعروضة قائلاً: “أين صورة الساعة اليدوية البيضاء التي ذُكر وجودها في المحاضر؟ لماذا لم تُعرض؟”.
وبخصوص علاقته بالمصممة دليلة.ب، المتابعة في الملف نفسه، أقر بعيوي بأنه كان يزور فندقاً بمدينة إفران برفقة أسرته خلال فترة وجودها هناك، نافياً أي علاقة غير مهنية بها، قائلاً: “هي معروفة في مجال الخياطة، وتصمم ملابسي وملابس أسرتي، وكانت تربطها علاقة تواصل أكبر مع زوجتي”.
وردّاً على ما ورد في محاضر الضابطة القضائية بخصوص علاقة مزعومة بينه وبين المعنية، شدد على أنه “لم يطلع على هذا الجزء من المحضر”، وأضاف: “لم يسبق أن تفوهت بمثل هذا الكلام، ومن غير اللائق قول ذلك في حق سيدة متزوجة”.
أما عن ارتباط المصممة بالرئيس السابق لنادي الوداد الرياضي، سعيد الناصري، فقد أوضح أنه “لا علم له بتلك العلاقة”، مورداً أنه “تعرف عليها فقط من خلال زوجته”، بخلاف ما صرّح به الناصري من أنه يعرفها منذ سنوات.
وقد قررت المحكمة تأجيل القضية إلى الأسبوع المقبل لمواصلة الاستماع إلى المتهم الرئيسي في هذا الجزء من الملف.