بعد أيام من الأمطار الغزيرة التي شهدتها عدة مناطق من المملكة، تؤكد المعطيات الجوية المتوفرة أن حالة عدم الاستقرار الجوي ما تزال مستمرة، مع توقع تسجيل موجة جديدة من التساقطات القوية خلال يومي الاثنين والثلاثاء المقبلين.
وتُظهر خرائط التساقطات المرتبطة بهذا الاضطراب الجوي امتداد منخفض جوي عميق قادم من المحيط الأطلسي، يؤثر بشكل متواصل على شبه الجزيرة الإيبيرية وشمال المغرب، محمّلاً بكميات كبيرة من الرطوبة. هذا الوضع يساهم في تشكل أحزمة مطرية نشطة تمتد من شمال البلاد نحو وسطها، وقد تشمل في مراحل متقدمة مناطق داخلية.
ومن المنتظر أن تشمل التساقطات الأكثر كثافة مناطق الريف، وطنجة واللوكوس، وسهول الغرب، إضافة إلى المحور الساحلي الممتد بين الرباط والدار البيضاء، فضلاً عن مناطق فاس والأطلس المتوسط. وتزداد خطورة هذه الأمطار بفعل تشبع التربة بالمياه نتيجة التساقطات السابقة، ما يرفع من احتمال السيول المفاجئة وارتفاع منسوب الأودية، خاصة بالمناطق الجبلية والمنخفضات.
ولا تكمن خطورة هذا الوضع فقط في شدة الأمطار، بل أيضاً في استمرارها وتكرارها على مدى ساعات طويلة، وهو ما قد يؤدي إلى تسجيل كميات تراكمية مهمة في وقت وجيز. هذا المعطى يجعل من وارد رفع مستوى اليقظة في عدد من الأقاليم، تفادياً لأي تطورات مفاجئة.
وتدعو السلطات والمصالح المختصة المواطنين إلى توخي الحيطة والحذر، خصوصاً أثناء التنقل، وتفادي الاقتراب من مجاري الأودية والمناطق المعروفة بقابليتها للفيضانات، في انتظار تحسن تدريجي في الأحوال الجوية خلال الأيام الموالية.













