في خطوة علمية هي الأولى من نوعها خارج العاصمة الرباط، ينظم المعهد الملكي للبحث في تاريخ المغرب، بشراكة مع الكلية متعددة التخصصات التابعة لجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، يوماً دراسياً هاماً تحت عنوان: “من ذاكرة الأماكن إلى أماكن الذاكرة في المغرب”. وتأتي هذه المبادرة لتؤكد على انفتاح المؤسسات الأكاديمية الوطنية على مختلف جهات المملكة، وتعزيز البحث العلمي في القضايا التاريخية والحضارية.
ويُعقد هذا الموعد العلمي يوم الجمعة 12 دجنبر 2025، ابتداءً من الساعة التاسعة صباحاً، بقاعة الندوات بالكلية متعددة التخصصات بمدينة تازة.
تعميق النقاش حول الهوية والذاكرة الجماعية
يهدف اليوم الدراسي إلى تعميق النقاش حول مفهوم “أماكن الذاكرة” كمدخل أساسي لقراءة تحولات التاريخ والذاكرة الجماعية المغربية. ويسعى المنظمون إلى استجلاء الرموز والدلالات التي تُشكل الوجدان المشترك وتمثل عناصر الهوية المغربية في امتدادها التاريخي والحضاري، وفقاً لما ورد في البيان المشترك للمؤسستين.
ويُفتتح اليوم الدراسي بحضور كل من رئيس جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، وعميد الكلية متعددة التخصصات بتازة، إلى جانب مدير المعهد الملكي للبحث في تاريخ المغرب، مما يعكس الأهمية المؤسساتية لهذا الحدث. كما سيشهد مشاركة نخبة من الباحثين والخبراء في مجالات التاريخ، والأنثروبولوجيا، والدراسات الثقافية.
برنامج علمي ومنهجي مكثف
تتوزع أشغال اليوم على جلستين علميتين تركزان على معالجة موضوع أماكن الذاكرة بالمغرب من زوايا نظرية ومنهجية. وستتم مساءلة العلاقة المعقدة بين الذاكرة والتاريخ والهوية والفضاء العمومي، بالإضافة إلى استقصاء الأبعاد السياسية والاجتماعية والثقافية لعملية صناعة الذاكرة الوطنية ورهاناتها الراهنة.
وتشكل المداخلات فرصة لعرض دراسات حالة ونماذج ملموسة لفضاءات ومؤسسات ورموز تاريخية، بهدف فتح المجال لحوار أكاديمي مثمر حول سبل قراءة الماضي وإعادة تأويله. ويُنتظر أن يسهم هذا التجمع العلمي في بلورة مشاريع بحثية مشتركة من شأنها تطوير حقل دراسات الذاكرة بالمغرب وتجديد أدواته المنهجية، مع إبراز خصوصيات التجربة المغربية وتفرد مسارها التاريخي والحضاري.
ويُعد تنظيم هذا اليوم الدراسي في تازة دليلاً على التزام المعهد الملكي للبحث في تاريخ المغرب بتوسيع دائرة تأثيره العلمي ليشمل مختلف الأقاليم، مما يساهم في إثراء الحراك الثقافي والأكاديمي على المستوى الجهوي.













