في إطار الأنشطة التربوية الهادفة، احتضنت دار الثقافة مولاي الحسن يوم الجمعة 17 ماي 2025 أمسية توعوية نظّمها تلاميذ جذع مشترك علمي – خيار فرنسي 2 بالثانوية التأهيلية الخزامى بمدينة الحسيمة ، تحت إشراف الأستاذ صخر أعبابو، تحت شعار: “زواج القاصرات: الطفولة الضائعة”. جاءت هذه المبادرة لتسليط الضوء على واحدة من أخطر القضايا الاجتماعية التي تمس الطفولة وتهدد مستقبل الفتيات.
انطلقت الأمسية بتقديم ثنائي مميز من التلميذتين سلمى أغربي وملاك البياز ، باللغتين العربية والفرنسية، قدّمتا من خلاله أهداف اللقاء وسياقه. تلاه أداء جماعي مؤثر للنشيد الوطني المغربي، ثم تلاوة مباركة لآيات من الذكر الحكيم بصوت التلميذ حسني بلمهدي، مما أضفى جوًا من الخشوع والوقار على بداية النشاط.
بعد ذلك، ألقى الأستاذ صخر أعبابو كلمة توجيهية سلط فيها الضوء على مخاطر ظاهرة زواج القاصرات، وشدد على أهمية التوعية والتحسيس، ودور المؤسسة التعليمية في بناء وعي نقدي لدى المتعلمين حول القضايا المجتمعية.
وقد تعاقبت ثلاث تلميذات على تقديم مداخلات مؤثرة، عبّرن فيها عن واقع أليم تعيشه العديد من الفتيات القاصرات، وعبّرن بكلمات صادقة عن الألم والحرمان الذي يرافق هذا النوع من الزواج، كما دعين إلى ضرورة تكاثف الجهود للحد من الظاهرة.
تلا هذه المداخلات عرض فيديو توعوي يبرز الآثار السلبية لزواج القاصرات على المستويين النفسي والاجتماعي، كما تضمّن مقترحات عملية للحلول، وتلاه عرضان تقديميان باللغة الفرنسية والعربية تضمنا معطيات دقيقة، وأرقامًا حقيقية عززت النقاش.
بعدها، تم عرض فيديو قصير يتضمن رسائل توعوية ونصائح موجهة للفتيات، يحثّهن على التمسك بحقوقهن ومواصلة التعليم ورفض الضغوط المجتمعية.
في واحدة من أقوى لحظات الأمسية، قُدّمت مسرحية مؤثرة جسدت قصة فتاة قاصر أُجبرت على الزواج، عاشت حياة من المعاناة والتهميش، وانتهت قصتها نهاية مأساوية هزّت مشاعر الحاضرين، وكانت رسالة بليغة حول ضرورة التصدي لهذه الظاهرة.
بعد العرض المسرحي، نظّمت مسابقة تفاعلية بعنوان “مسابقة الثقة” بين فريقين من التلاميذ، تم خلالها طرح أسئلة لها علاقة بمحاور الأمسية. وقد أظهرت المسابقة تفاعلًا كبيرًا من طرف المشاركين، وانتهت بفوز الفريق الأول.
في ختام اللقاء، تم توزيع شواهد تقديرية على جميع المشاركين والمساهمين في إنجاح الأمسية، في جو ساده التقدير والاعتراف بالجهود المبذولة.
طيلة فعاليات النشاط، تم توثيق أهم اللحظات من خلال التصوير، مع التركيز على نقطتين أساسيتين أدّتهما التلميذتان آية الإدريسي وعالية بوتغروط ، في مبادرة تهدف إلى حفظ هذا العمل التوعوي ونشر رسالته على نطاق أوسع.